بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ...
من أجمل وأروع النداءات التي نسمعها في حياتنا وتعبر كاعابر سبيل ، لانعرف قيمتها، معناها وقصتها ، الكثير منا لايعرف فضل الأذان والمؤذن ، والكثير منا يستهون فيه ولا يستشعر معانيه فا حبيت بهذا الموضوع البسيط أعرفكم على الأذان ..
{...~ قبل مايفرض الأذان ، كان الصحابة يجتمعوا على الصلاة في أوقاتها من غير دعوة ، فلما زاد عدد المسلمين ، فكر الرسول -صلى الله عليه و سلم-في طريقة يدعو بيها الناس للصلاة، ناس أقترحت رفع راية في موعدها ،
وناس أقترحت أن يستعملوا البوق كما تفعل اليهود ، وناس أخرى قالوا دق الجرس وقت موعد الصلاة ،الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعجبه شيء من ذلك ، بعدين سبحان الله أحد الصحابة وهو ( عبد الله بن زيد)-رضي الله عنه-نام و أتته الرؤيا في منامه ،أن رجل علمه الأذان وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..إنها لرويا حق ... إن شاء الله ، وأمر الصحابي ( بلال بن رباح ) برفع الأذان ومن يومها شرع الأذان .
* لاحظوا الفرق ، "الأذان" غير "الآذان" التى هى : جمع "أذن" عضو السمع المعروف .
الأذان في اللغة العربية يعني الإعلام بالشيء ، وفى الاصطلاح الفقهى : الإعلام بدخول وقت الصلاة، وفيه إظهار لشعائر الإسلام، ودعوة لإقامة صلاة الجماعة، وهو فرض كفاية .
* الأذان يتضمن معاني عدة :
الإعتراف بوحدانية الله تعالى ، وبعلوه وكبريائه ، والإقرار برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ودعوة الى الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، وهي خير الأعمال ،وفيها الفلاح والخير في الدنيا والآخرة .
( تفسير معنى الأذان )
إذا أذن المؤذن : وقال :
* الله أكبر * الله أكبر*
معناها : يا مشاغيل تفرغوا للأذان وأريحوا الأبدان وتقدموا الى خير عملكم .
* أشهد أن لا اله الا الله *
معناهها : أشهد أن جميع من السموات والأرض من الخلائق ليشهد لى
عند الله يوم القيامة أنى قد دعوتكم .
* أشهد أن محمد رسول الله *
معناها : يشهد ليوم القيامة الأنبياء كلهم ومحمد عليه الصلاة والسلام
عليهم أجمعين انى أخبركم فى كل يوم5 مرات.
* حى على الصلاة *
معناها : ان الله تعالى قد أقام لكم هذا الدين فأقيموه.
* حى على الفلاح *
معناها : خوضوا فى الرحمة وخذوا أسهمكم من الهدى .
* الله أكبر* الله أكبر *
معناها : حرمت الأعمال قبل الصلاة .
* لا اله الا الله *
معناها : أمانة سبع سموات وسبع أرضين على اعناقكم فأن
شئتم فأقدموا وان شئتم فأدبروا.
-رياض الصالحين-
للأذان خمس سنن، كما ذكر ذلك ابن القيم في كتابه ( زاد المعاد) :
1- أن يقول السامع كما يقول المؤذن إلا لفظ ( حيَّ على الصلاة.. حي على الفلاح ) فيقول بدالها( لا حول ولا قوة إلا بالله ) " رواه البخاري ومسلم".
2- أن يقول السامع : وأنا أشهد أن لا اله إلا الله وان محمداً رسول الله، رضيت بالله رباً و بالإسلامِ ديناً وبمحمدٍ رسولاً "رواه مسلم".
3- أن يصلي على النبي –صلي الله عليه وسلم -بعد فراغه من إجابة المؤذن ، وأكمل مايُصلي به عليه هي ( الصلاة الإبراهيمية) ، فلا صلاة أكمل منها .
الدليل : قوله -صلى الله عليه وسلم _: ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل مايقول ، ثم صلُّوا عليَّ ؛ فإنه من صلى عليَّ صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً )" رواه مسلم" .
4- أن يقول بعد صلاته عليه : ( اللهم رَبَّ هذه الدعوة التامة، وصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وإبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته )"رواه البخاري".
5- أن يدعو لنفسه بعد ذلك : ويسأل الله من فضله ، فانه يُستجاب له ؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم -( قل كما يقولون-يعني المؤذنين- فإذا انتهيت فسَلْ تُعطه) " رواه أبو داود ،وحسنه ابن حجر ، وصححه ابن حبان " .
مجموع هذه السنن التي يحرص على تطبيقها عند سماع الأذان 25 سُنَّة.
قصة مؤثرة ، تفيض لها الأعين
أول من أذن ورفع الأذان الصحابي ( بلال بن رباح) -رضي الله عنه-واستمر في رفع الأذان لمدة تقارب العشر سنوات ، إن بلال بعد وفاة حبيبه وحبيبنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، ذهب الى ابي بكر رضي الله عنه يقول له:
يا خليفة رسول الله، اني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله...
قال له أبو بكر: (فما تشاء يا بلال؟) قال:
أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت...
قال أبو بكر: (ومن يؤذن لنا؟؟)... قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع:
اني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله...
قال أبو بكر: (بل ابق وأذن لنا يا بلال)... قال بلال:
ان كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له... قال أبو بكر: (بل أعتقتك لله يا بلال)... فسافر الى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا
يقول عن نفسه:
لم أطق أن أبقى في المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان إذا أراد أن يؤذن وجاء إلى: "أشهد أن محمدًا رسول الله" تخنقه عَبْرته، فيبكي، فمضى إلى الشام وذهب مع المجاهدين
وبعد سنين رأى بلال النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو يقول: (ما هذه الجفوة يا بلال؟ ما آن لك أن تزورنا؟)... فانتبه حزيناً، فركب الى المدينة، فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له: )نشتهي أن تؤذن في السحر!)... فعلا سطح المسجد فلمّا قال: (الله أكبر الله أكبر)... ارتجّت المدينة فلمّا قال: (أشهد أن لا آله إلا الله)... زادت رجّتها فلمّا قال): (أشهد أن محمداً رسول الله)... خرج النساء من خدورهنّ، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم ،وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه- توسل المسلمون اليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة، ودعا أمير المؤمنين بلالا، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها، وصعد بلال وأذن ... فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبلال يؤذن، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا، وكان عمر أشدهم بكاء...
وعند وفاته تبكي زوجته بجواره، فيقول:
"لا تبكي.. غدًا نلقى الأحبة.. محمدا وصحبه
( القصة المذكورة أعلاه غير صحيحة )
بلالاً رضي الله عنه ترك الأذان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأانطلق إلى أرض الشام مُجاهدا . وأن عمر رضي الله عنه طلب منه أن يُؤذِّن حينما قَدِم عمر رضي الله عنه إلى الشام .
فقد جاء عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قدمنا الشام مع عمر فأذَّن بلال ، فذكر الناسُ النبي صلى الله عليه وسلم فلم أرَ يوما أكثر باكيا .
وفي رواية : أن بلالا لم يؤذِّن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأراد الجهاد ، فأراد أبو بكر منعه ، فقال : إن كنت أعتقتني لله فخلِّ سبيلي . قال : فكان بالشام حتى قَدِم عُمَر الجابية فسأل المسلمون عمر أن يسأل لهم بلالاً يؤذِّن لهم ، فسأله فأذَّن يوما فلم يُرَ يوما كان أكثر باكيا من يومئذ ذِكْرًا منهم للنبي صلى الله عليه وسلم .
قال ابن حجر في " الإصابة " : ثم خرج بلال بعد النبي صلى الله عليه وسلم مجاهدا إلى أن مات بالشام . اهـ .
ولكن ليس صحيحا أنه تمرّغ على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يكن هذا من هدي الصحابة ولا كان من أفعالهم رضي الله عنهم .
وقد أورد الذهبي قصة رؤيا بلال للنبي صلى الله عليه وسلم وما جاء فيها ، ومجيئه إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وطلب الحسن والحسين رضي الله عنهما منه أن يُؤذِّن ... ثم ضعّفها الإمام الذهبي بقوله : إسناده لين ، وهو منكر .
من الشيخ (عبد الرحمن السحيم)
ذهاب بسيط ، ممكن لحد يرد