وبعد
لايخفى عليكم مايقوم به الكثير من أعداء دين الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم
من التزييف والتحريف
ولكن الله تعالى حافظاً لدينه لقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )(9) الحجر
وهذه نعمة من الله عز وجل
لأن الدين هو أصل الحياة ولاحياة بلا دين
ولكننا رغم ذلك مأمورين بالدفاع عن ديننا الحنيف بشتى الطرق والوسائل المتاحة
إقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
{ من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعـف الإيمان } .
[رواه مسلم:49] .
فقوله : { من رأى } من هذه شرطية وهي للعموم ، قوله : { رأى } يحتمل أن يكون المراد رؤية البصر ،
أو أن المراد رؤية القلب ، وهي العلم ،
والثاني أشمل وأعم ، وقوله: { منكراً }
المنكر هو : ما أنكره الشرع وما حرمه الله عز وجل ورسوله .
قوله : { فليغيره بيده } اللام هذه للأمر أي : يغير هذا المنكر بأن يحوله إلى معروف ، إما بمنعه مطلقاً
أي : بتحويله إلى شئ مباح { بيده } إن كان له قدرة اليد .
قوله : { فإن لم يستطع } أي : أن يغيره بيده .
{ فبلسانه } بأن يقول لفاعله : اتقي الله ، اتركه ، وما أشبه ذلك .
{ فإن لم يستطع } باللسان بأن خاف على نفسه أو كان أخرس لا يستطيع الكلام .
{ فبقلبه } أي : يغيره بقلبه وذلك بكراهته إياه .
وقال : { وذلك أضعف الإيمان } أي : أن كونه لا يستطيع أن يغيره إلا بقلبه هو أضعف الإيمان .
ففي هذا الحديث فوائد : وجوب تغيير المنكر على هذه الدرجات والمراتب باليد أولاً وهذا لا يكون إلا للسلطان ،
وإن لم يستطع فبلسانه ، وهذا يكون لدعاة الخير الذين يبينون للناس المنكرات .
ومن فوائده : أن من لا يستطيع لا بيده ولا بلسانه فليغيره بقلبه .
ومن فوائد هذا الحديث : تيسير الشرع وتسهيله حيث رتب هذه الواجبات على الاستطاعة لقوله : { فإن لم يستطع } .
ومن فوائد هذا الحديث : أن الإيمان يتفاوت ، بعضه ضعيف وبعضه قوي وهذا مذهب أهل السنة والجماعة
وله أدلة من القرآن والسنة على أنه يتفاوت .
وليعلم أن المراتب ثلاث : دعوه - أمر - تغيير .
فالدعوة أن يقوم الداعي في المساجد أو أماكن تجمع الناس ويبين لهم الشر ويحذرهم منه ويبين لهم الخير
ويرغبهم فيه ، والآمربالمعروف والناهي عن المنكر : هو الذي يأمر الناس ويقول افعلوا ، أو ينهاهم ويقول : لا تفعلوا .
والمغير : هو الذي يغير بنفسه إذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته ولا لأمره و نهيه .
وإن التزييف والتحريف في دين الله من أعظم المنكرات بل إنه من الكبائر لأنه إعتداء على الخالف تعالى الله عن ذلك
ولهذا أحب أنوه لكم أيها الأكارم
بأنه
يمنع منعاً باتاً نقل أي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم
أو قصة أو أي شئ يتعلق بديننا الحنيف دون التأكد من درجة الحديث أو سند الرواي للقصة أو السيرة
فعلى سبيل المثال يوضح في الموضوع بأن الحديث المذكور صحيح أو حسن أو ضعيف وهكذا مع ذكر السلسة الروائية
ولعل مادفعني لكتابة ذلك هو ماقد واجهناه من العديد من إنتشار الأحاديث النبوية دون ذكر درجتها وأصبحت متداولة بين الناس ولقد سمعنا العديد من الأحاديث وتفاجأنا بأنها ضعيفة وقد ظنناها صحيحة
آسف جداً على الإطالة
وأتمنى أني قد وفقت في توضيح الأمر
لاتنسونا من الدعوات