هيا .. كُن ربيعاً
ها نحن نعيش أولى الربيع من جديد ... ونشهد ولادة زهوره الشذية وألوان بهجته ... ونسائمه الباردة تارة والدافئة تارة آخرى ...
ها نحن نمتزج بألحان قداسته ... ونرحل مع زغاريد طيوره إلى عوالم آخرى من نقاء ...
إنــــــــــــــه الــــــربـــــــيـــــــــع
وهل فكرت يوماً ما هو الربيع ؟؟؟
نعم ... هو كذلك ... كما بدأت تترجع صوره من خيالك ... إنه البساط السندسي الأخضر وبراعم الشجيرات الغضة ... إنه ألوان القُزح البلورية تمثلها زهوره المنتشرة هنا وهناك ... إنه عرس الطبيعة ... ويوم فرحها الأكبر ...
إنــــــــــــــه الــــــربـــــــيـــــــــع
وماذا في هذا ؟؟؟
نعم ... هذا سؤالك ... وإليك الجواب:
أدعوك صديقي لتفرغ مافي قلبك من هموم وآلام ... من سموم وأحقاد ... من ضياع وتشتت !!!
أدعوك صديقي لتتخلص من متاعب الحياة ومشاكلها ... لتتجرد من مصائبها وابتلاءتها ... لتتبرأ من قيودها وتسلطها !!!
أدعوك صديقي لتتخطى كل العقبات ... لتتجاوز تلك الهفوات ... لتتوانى عن لوم الذات !!!
أدعوك صديقي لتترفع عن حمق الدنيا ... عن زلات شرور الدنيا ... عن أفراح وحزن الدنيا ... عن كل ما يعني الدنيا !!!
أدعوك ...
أدعوك رفيقي .. لتمسح صفحة الخريف عن قلبك ...
أدعوك ...
أدعوك أنيسي .. لتعيش عرس لطبيعة ولكن بلون مختلف ...
امنح لقلبك ذاك العشب الأخضر الفسيح ودعّه يتنامى في صدرك ...
واتركه هدية لكل من أراد أن ينعم براحة القلب متكئاً عليه !!
واهدي لروحك أوان البهجة تلك التي رسمتها الطبيعة على صفحتها وزركشتها بالورود ... وقدمها مِنحة لكل من أراد أن يغمرها بفرحة منك !!
أدعوك ... وأدعوك .. وأدعوك ...
لترمي كل أثقال السنين عن كاهلك
***
لتُصغي معي لــ لحن الحياة .. ذاك اللحن السحري الخالص
***
لتتخلى عن شخصك القديم ..بما فيه من ضعف وذم
***
لترسم بهجة الربع على وجهك .. وتكتسي ألوانه نفسك
وتمتزج أهازيج فرحته بقلبك .. ويتجلى عطاؤه في روحك
***
أدعوك ... وكلي أملٌ
بأن تفتح قلبك للحياة ... وتبني نفسك من جديد
وتتمتع بلحظة صفى
تعُود بها لأيام البراءة .. وتنهل منها ما شاءت لك به روحك
وصبت إليه نفسك ..
عش الربيع .. وامنحه لقلبك
لترى ألوانه قلباً وقالباً
دامت روحكم خضراء وقلوبكم مثمرة معطاءة
لكم مني حفنة من تراب
فيها من العطاء ما غفت أعيننا عن إدراكه
ولي منكم بعضاً من زهور
لن يكفي عمري لإيفاء عطاءه
بكل الود .. أهديكم سطوري
علّها تنال من نفسك مقراً ومستقراً