وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
كيف يمكن للإنسان أن يتقي غضب ربه وهو لا ينظر إليه، ولا يهتم بمراقبته؟.. فيعصيه، وقد جعله أهون الناظرين إليه!.. وعليه، نقول: بأن التقوى لا تعطي ثمارها المرجوة إلا بالمراقبة والمحاسبة.. يقول الكاظم (ع) كما روي عنه: (ليس منا مَن لم يحاسب نفسه في كلّ يوم).. فهل تحاسب نفسك محاسبة الشريك لشريكه؟!..
حــكــمــة هذا الــيــوم :
إن المرأة عندما يراد لها الحياة الزوجية المستقرة، فإنه من الأفضل لها أن تكون متقيدة في تحركاتها.. فمن عوامل الخلاف الزوجي، مسألة تشبع ذهن الرجل بصور النساء.. فالرجل الذي يتعامل مع العنصر النسائي في دائرة الجامعة أو الوظيفة، يكون في ذهنه كم هائل وكبير من صور النساء، ولا شك أن زوجة الإنسان لا تمثل قمة الجمال في عالم النساء.. وبالتالي، عندما يرجع إلى المنزل، وينظر إلى زوجته؛ تكون هنالك حركة لا شعورية من المقارنة.. والرجل الذي يكثر من النظر للأجنبيات حتى بغير شهوة، والمرأة التي تكثر من المزاح والحديث والتعامل مع الرجال الأجانب ولو من دون ريبة؛ ليلتفتا معاً إلى أن هذا التعامل اللصيق بالجنس الآخر؛ يوجب لا شعورياً حالة القياس اللاشعوري.. إذا قارن الرجل في عالم الذهن بين الزوجة وبين النساء الأخريات، وحكم في نفسه على أن النساء الأخريات أكثر جمالاً، وأكثر ثقافة، وأكثر جاذبية؛ فإنه من الطبيعي عندما يدخل الجو المنزلي، يعيش حالة من حالات النفور تجاه زوجته.. وكذلك الزوجة التي تتعامل مع مختلف صنوف الرجال، فإنها تنظر إلى الزوج على أنه رجل من الرجال، ولا ترى فيه ذلك الوجود المميز.. لذا، فلنحذر الاختلاط قدر الإمكان!..
هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
روي عن رسول الله (ص) : يا علي !.. تختّم بالعقيق تكن من المقرّبين ، قال : يا رسول الله !.. وما المقرّبون ؟.. قال : جبرائيل وميكائيل ، قال : فبمَ أتختم يا رسول الله ؟!.. قال : بالعقيق الأحمر .
بستان العقائد :
وقد صرح القرآن الكريم بحقيقة ضعف الإنسان ، حيث يقول تعالى : {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا }.. فلولا العناية الإلهية ، ما زكى منا أحد أبداً ، فكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى.. لأن طبيعة الحياة المليئة بالشهوات والغفلات ، طبيعة لا تسمح للإنسان أن يتقدم إلى الله تعالى بما لديه من رصيد ، ومن هنا لابد من وجود قوة أخرى وجهة أخرى متفضلة ، وهي التي تجعل البركة في ما يقوم به المؤمن.
وفقنا الله تعالى وإياكم ، لأن نكون من عباده الصالحين !.. إن شاء الله تعالى.
:
ولائيات :
(اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ ، وَأَخي رَسُولِكَ ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى ، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ..)..
صلى الله عليك يا أمير المؤمنين !.. يوم ولدت في الكعبة ، ويوم قتلت في مسجد الكوفة وأنت تنادي : (فزت ورب الكعبة) ، ويوم تحشر يوم القيامة بجوار الحبيب المصطفى ، رافعًا راية الحمد ، تسوق المؤمنين إلى حوض الكوثر.
اللهم اجعلنا من المستنين بسنته ، والسائرين على دربه ، إنك سميع مجيب !.
فوائد ومجربات
السؤال: كيف يتم التعامل مع الأبناء في سن الخامسة والرابعة، وذلك في زرع التربية الإسلامية.. فإننا قلقون على مستقبل أولادنا وخاصة فى عصر الشهوات والشبهات.. وهل لنا رأسمال يعتد به غير الذرية الصالحة؟..
الرد: الأمر يحتاج إلى مراجعة لبعض المناهج التربوية في هذا المجال، فإنه علم دقيق يتعلق بأعقد الظواهر في هذا الوجود، وهي: النفس الإنسانية، ولا ينبغي الاكتفاء على المعلومات الفطرية غير العلمية في هذا المجال، فإن أهمية الأمر تستدعي ثقافة أوسع في هذا المجال.
إجمالا الخطوة الأولى: هو الدخول إلى قلب الناشئة، وذلك من خلال وجود حالة من الاحترام الباطني، والابتعاد عن كل ما يوجب سلب الثقة: كارتكاب الأخطاء أو الذنوب، فإن المربي يفقد سيطرته إذا رأى الطرف الآخر مخالفا لما يقول.
والخطوة الأخرى: هي تجنيبهم عن كل من يمكن أن يكون مفسدا لهم، فإن الطباع تتعدى بالمعاشرة.
حاول الاهتمام بحلية المأكل والمشرب لهم، فإن الشبهات كثيرة في هذا المجال هذه الأيام.
وأخيرا: لا بد من الالتجاء الدائم إلى الله -تعالى- الذي جعل من أهم هباته هي نعمة الذرية الصالحة