أفادت نتائج دراستين جديدتين أن قلة الكربوهيدرات تؤثر في ذاكرة وإدراك وسلوك النساء بينما يؤدي الى تحسن في معدلات الدهون في الدم عند الرجال حتى اذا لم يحدث نقص في الوزن.فقد ذكرت الدراسة الاولى التي نشرت في مجلة “الشهية” الامريكية أن اتباع النساء حمية منخفضة أو خالية تماماً من الكربوهيدرات يؤثر بشكل سلبي في ذاكرتهن وتفكيرهن، في حين أن هذه المشكلة لا تعاني منها نظيراتهن اللواتي يتناولن كمية معقولة من هذه الاطعمة. قالت استاذة علم النفس في جامعة توفتس في ميدفورد بولاية ماساشوستس هولي تايلور: “إن الطعام الذي تأكله النساء له تأثير فوري في سلوكهن وإدراكهن”، مضيفة: إن خلايا أدمغة النساء بحاجة إلى الغلوكوز من أجل العمل.وأوضحت تايلور أن المأكولات التي تحتوي على نسبة منخفضة من الكربوهيدرات (الخبز والباستا وما شابه) تضعف الذاكرة بشكل تدريجي، داعية النساء الراغبات بخفض أوزانهن للتقيد بحمية غذائية متوازنة وتناول مأكولات تحتوي على البروتينات بالاضافة إلى الخضار.وأضافت :“إن الدماغ بحاجة للجلوكوز من أجل الحصول على الطاقة”، محذرة من أن “تناول حمية تحتوي على نسبة كاربوهيدرات منخفضة قد يعيق عملية التعلم ويضعف ذاكرة وتفكير النساء”.اما الدراسة الثانية فأفادت بأن تقليل كمية المواد الكربوهيدراتية التي يحصل عليها الانسان يؤدي الى تحسن في معدلات الدهون في الدم حتى اذا لم يحدث نقص في الوزن. وقال رونالد كراوس من معهد ابحاث مستشفى اوكلاند للاطفال في اوكلاند بكاليفورنيا: “يبدو ان هذه الانشطة الغذائية تأتي وتروح كأنها موضة، وفي حالة قلة الكربوهيدرات فإن الناس يجب الا يتعجلوا في التوقف والانتقال الى النظام الغذائي التالي.واضاف: “إن التقليل من المواد الكربوهيدراتية يمكن ان يكون مفيدا حتى اذا لم ينجح الناس في تقليل وزنهم”ويعتقد العلماء الآن ان المواد الكربوهيدراتية وخصوصا السكر البسيط يمكن ان تسبب تغيرات غير صحية في دهون الدم عن طريق جعل الدهون تتجمع في الكبد مثلما تتجمع في منطقة الفخذين او البطن.وأوضح كراوس ان هذه الدهون عادة ما تجد طريقها الى داخل مجرى الدم. وخفض مخزونات هذه الدهون عن طريق تقليل المواد الكربوهيدراتية يقلص من مستويات الدهون في الدم وقد يدعم قدرة الجسم على التخلص من الدهون التي تصل لمجرى الدم، ولمعرفة ما اذا كان التقليل المعتدل للمواد الكربوهيدراتية قد يؤثر في معدلات الكوليسترول، فحص كراوس وفريقه مجموعة من 178 رجلاً منتظمين في نظام غذائي متعارف عليه 54 في المائة من مصادر الطاقة فيه من الكربوهيدارت لمدة اسبوع واحد.ثم طلب عشوائيا من الرجال ان يستمروا في نفس النظام الغذائي او التحول الى نظام 39 في المائة من مكوناته من الكربوهيدرات او نظام آخر 26 في المائة من مكوناته من المواد الكربوهيدراتية لمدة ثلاثة اسابيع ولمدة خمسة اسابيع اضافية تناول الرجال نظاما غذائيا متشابها ولكن كمية السعرات الحرارية التي كانوا يحصلون عليها تم تقليلها من اجل تقليل الوزن. وفي الاربعة الاسابيع الأخيرة للدراسة تم ضبط مصادر الطاقة التي يحصلون عليها من اجل تثبيت الوزن.وبالمقارنة بالرجال الذين استمروا على النظام الغذائي المتعارف عليه فإن اولئك الذين حصلوا على اقل كميات من الكربوهيدرات تقلص لديهم ثلاثي الجلسريد وهو ملح عضوي ذو ثلاثة احماض دهنية وجليسيرول وهو المكون الرئيسي للدهون كما انخفضت معدلات الكوليسترول “الضارة”. وارتفعت لديهم ايضا معدلات الكوليسترول “الحميدة” وحدثت تحسنات اخرى في دهون الدم. وحدث التحسن بغض النظر عن قيام الرجال بتقليل تناول دهون مشبعة وبغض النظر عن فقدانهم وزناً من عدمه.وقال كراوس :إن النظام الغذائي الذي يتكون من 54 في المائة من الكربوهيدرات يشبه النظام العادي الذي يتبعه الكثيرون منا وفقا للتوصيات المتعارف عليها. واضاف: إن الناس يمكن ان يقللوا من جرعات الكربوهيدرات الى مستوى شبيه بما في الدراسة عن طريق تجنب جميع انواع الاطعمة التي لا نحتاجها في نظامنا الغذائي مثل الاطعمة المسكرة والأرز الابيض والمعجنات والخبز الابيض. وتابع “هذا النمط من الانظمة الغذائية يجب القيام به باستشارة متخصص في التغذية للحصول على التوازن الذي استخدمناه”. والكربوهيدرات هي أي من مكونات الأغذية التي تتحلل إلى غلوكوز، وهو نوع من السكر تستخدمه الخلايا لاكتساب الطاقة. ويستفاد من احتراق الكربوهيدرات في الجسم من أجل توليد الطاقة والتدفئة والنشاط بالقدر الذي يحتاجه الجسم، أما الزائد منها فيختزن في الكبد. والمعروف ان هناك نوعين من الكاربوهيدرات هما:* النوع البسيط: وهو موجود في السكر والعسل وقطع الحلوى مثلاً.* النوع المعقد: وهو موجود في الخضار والبطاطا والخبز والمعجنات والأرز. الى ذلك يفيد بحث حديث: أن تناول الكربوهيدرات -لا سيما في المساء -يساعد على الشعور بالنعاس والخلود إلى النوم بسهولة. ويوضح البحث أن المواد الكربوهيدراتية تعمل على سرعة رفع مستوى مادتي (تريبتوفان) و(سيراتونين) اللتين يفرزهما المخ، وهما معنيتان بالخلود إلى النوم. وقد أجريت الأبحاث على مجموعة من الرجال تراوحت أعمارهم بين 18 و35 عاما، حيث اعتمدت وجباتهم قبل النوم على الأرز والخضراوات، ولوحظ سرعة خلود المشاركين في الدراسة إلى النوم.. وذلك قبل موعد نومهم المعتاد. وكانت دراسة سابقة قد أوضحت أن تقليل كمية المواد الكربوهيدراتية التي يحصل عليها الإنسان قد تؤدي إلى تحسن في معدلات الدهون في الدم حتى إذا لم يحدث نقص في الوزن وقال رونالد إم. كراوس - من (معهد أبحاث مستشفى أوكلاند للأطفال) في أوكلاند بكاليفورنيا - لـ (رويترز هيلث): “يبدو أن هذه الأنشطة الغذائية تأتي وتروح كأنها موضة، وفي حالة قلة الكربوهيدرات فإن الناس يجب ألا يتعجلوا في التوقف والانتقال إلى النظام الغذائي التالي التقليل من المواد الكربوهيدراتية يمكن أن يكون مفيدا حتى إذا لم ينجح الناس في تقليل وزنهم” ويعتقد العلماء أن المواد الكربوهيدراتية - وخاصة السكر البسيط - يمكن أن تسبب تغيرات غير صحية في دهون الدم.. عن طريق جعل الدهون تتجمع في الكبد مثلما تتجمع في منطقة الفخذين أو البطن.وأوضح كراوس: “أن هذه الدهون عادة ما تجد طريقها إلى داخل مجرى الدم، وخفض مخزونات هذه الدهون عن طريق تقليل المواد الكربوهيدراتية يقلص من مستويات الدهون في الدم، وقد يدعم قدرة الجسم على التخلص من الدهون التي تصل لمجرى الدم”.