مانشستر يونايتد ضيف ثقيل على البايرن في آليانز أرينــــا.. وأرسنال يحظى بالفرصة الأولى للثأر من بارسا 2006
ستطغى صبغة الثأر على معظم لقاءات دور الثمانية من مسابقة دوري أبطال أوروبا والذي سيشهد تواجد أندية من ستة بلدان مختلفة، وذلك للمرة الأولى منذ موسم 98/99. وستنتعش ذاكرة الملايين بصور لازالت ماثلة في أذهان الكثيرين من مباريات نهائية سابقة، سيتكرر بعضها في هذا الدور، والحديث يدور عن لقاءي بايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد، وكذلك أرسنال مع برشلونة.. وعلى الرغم من أن البايرن قد نجح في الأخذ بالثأر لنفسه من مانشستر يونايتد بعد هزيمته في نهائي العام »1999« مرتين، إلا إن ذلك لم يعوض مشجعي الفريق البافاري حتى الآن عن ذلك اللقب الضائع قبل أحد عشر عاماً في »الكامب نو«، وخاصة أن أوليفر كان ورفاقه حافظوا آنذاك على تقدمهم حتى الدقيقة الأخيرة بهدف قبل أن يسقطوا بهدفين في لحظات مجنونة..
بالمقابل فإن أنصار أرسنال لازالوا يذكرون بكثير من الحسرة والألم الهزيمة في نهائي العام 2006 في باريس أمام برشلونة »رونالدينيو«، الذي بخَّر حلمهم برفع الكأس ذي الأذنين الكبيرتين للمرة الأولى في تاريخ النادي.. علماً أن مباراة الغد في ملعب الإمارات ستكون الفرصة الأولى للأخذ بالثأر بالنسبة لمدفعجية لندن..
ثالث لقاءات هذا الدور سيحمل صراعاً فرنسياً على الساحة الأوروبية بين قطبي سيطرا على معظم الألقاب المحلية في الألفية الثالثة، في حين يجمع رابع اللقاءات النيرازوري الحالم باستعادة أمجاد الستينيات مع فريق الجيش الروسي »سيسكا موسكو« الطامح لإنجاز غير مسبوق بالنسبة لكرة بلاده..
أسبوع حاسم
لن يعرف بايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد توقيتاً أسوأ من الأسبوع الحالي ليضربا فيه موعداً أوروبياً من أجل بلوغ الدور نصف النهائي للمسابقة التي سبق لهما أن فازا بلقبها »7« مرات مجتمعين..
فكلا الفريقين تنتظره مباراة حاسمة يوم السبت المقبل في بطولة دوري بلاده، إذ يحل الفريق البافاري ضيفاً على المتصدر شالكه، في حين يستضيف فريق الشياطين الحمر »المرهق من رحلة ميونيخ« مطارده الأقرب تشلسي وما بين الترقب لمواجهة البلوز والرويال بلوز، ستدق رحى معركة طاحنة في آليانز أرينا وأولد ترافورد بين عملاقين يأبى كل منهما أن يغادر البطولة مهزوماً على يد الآخر..
ويدرك المدرب الهولندي لويس فان غال أن فريقه لا يمر بظروف مثالية في الآونة الأخيرة، فالهزيمة لمباراتين متتاليتين على المستوى المحلي، وافتقاده لخدمات شفاينزتايغر بداعي الإيقاف مع احتمال غياب الهولندي روبن »للإصابة« أمور لا تساعد من أجل وضع الخطة المثالية لتخطي اليونايتد الذي لم يهزم خارج قواعده منذ سقوطه أمام ميلان »3/0« في سان سيرو عام 2007 .
بالمقابل فإن مانشستر يونايتد الساعي لبلوغ الدور نصف النهائي للسنة الرابعة على التوالي سيكون محاطاً بلعنة التاريخ عندما يشد رحاله لملاقاة البايرن في معقله، فبعيداً عن نهائي العام ،1999 لم يعرف فريق السير أليكس فيرغسون طعم الفوز على عملاق بافاريا في أربع مواجهات سابقة.
كما أن اليونايتد لا يملك سجلاً مميزاً في الأدوار الإقصائية ضد أندية البوندسليغا، ففي »5« مناسبات فشل مانشستر في تخطي العتبة الألمانية في آخر »3« مواجهات..
وفي هذا السياق قال السير أليكس فيرغسون: »لاشك أن تاريخ المواجهات الأوروبية مع البايرن ينبئ بحجم الصعوبات التي كنا نتكبدها في مواجهتهم«.. أما الويلزي راين غيغز الذي كان أحد أعضاء الفريق الفائز في نهائي 1999 فقال: »نحن الآن في الدور ربع النهائي، نعلم جيداً ما ينتظرنا في آليانز أرينا، لقد لعبنا في هذا الملعب الصيف الفائت.. البايرن لديه لاعبون مهاريون وسنحتاج لأن نلعب بأفضل مستوياتنا من أجل الترشح«..
ربما كانت المباراة أقرب للتعادل.. لكن أياً كانت النتيجة فإن حسم هذه المواجهة الكلاسيكية مؤجل إلى حين العودة إلى مسرح الأحلام أولد ترافورد.
فرصة تاريخية
بالنسبة للفرنسيين فإن كرة بلاد النور والعطور ستتمثل بفريق في الدور نصف النهائي وهو ما لا يتكرر إلا مرة واحدة كل بضع سنوات، لكن الأمر يبدو مختلفاً بالنسبة لأنصار بوردو وليون اللذين سيلتقيان في مباراة »كسر عظم« ذهاباً وإياباً من أجل تحقيق حلم طارده أصحاب الرداء النبيذي منذ العام ،1985 وآخر سعى إليه دون جدوى أبطال فرنسا لسبع سنوات متتالية منذ مطلع الألفية الجديدة..
ملعب »جيرلان« سيكون مسرحاً لأول »90« دقيقة من عمر هذه القمة الفرنسية، حيث يأمل ليون في الخروج بنتيجة مريحة تساعده على تحقيق طموحه وخاصة أن مباراة العودة ستكون في ملعب شابان ديلماس الذي لم يتمكن أحد من هزم بوردو على أرضيته..
وفي هذا الإطار قال حارس ليون هوغو لوريس: »إننا لا نلعب ضد بوردو ولكن ضد أنفسنا.. علينا أن نسجل هدفاً أو اثنين دون أن نتلقى أي هدف.. أؤمن بأننا نمتلك كل ما سيساعدنا للعبور إلى الدور التالي«..
بالمقابل فإن بوردو لا يملك سوى تناسي هزيمته أمام مرسيليا في نهائي كأس الأندية المحترفة سريعاً من أجل الخروج بأفضل نتيجة ممكنة في لقاء الذهاب، ولاسيما أن صفوفه لن تكون مكتملة بسبب إيقاف لاعب الارتكاز آلو ديارا »للإيقاف« وإصابة المدافع بلانوس، علماً أن صانع الألعاب جوركوف والمهاجم الشماخ يعانون أيضاً من إصابات طفيفة..
التنبؤ بنتيجة المباراة صعبة جداً، فليون لم يسقط في ميدانه أوروبياً حتى الآن، في حين أن بوردو لم يعرف طعم الهزيمة في المسابقة هذا الموسم..
بلغة الأرقام: تبدو كفة اللقاءات التاريخية بين الفريقين متوازنة، حيث فاز بوردو بـ»32« مباراة مقابل »31« لليون و»26« تعادلاً، علماً أن آخر لقاء جمع الفريقين انتهى لمصلحة بوردو »1/0« على ملعب جيرلان في بطولة الدوري المحلي..
قمـة الأداء الجميل
سيشكل أرسنال حجر عثرة كبيرة في طريق احتفاظ برشلونة بلقبه الأوروبي وخاصة أنه يملك الدافع والإمكانات التي تخوله تجاوز البارسا بمجموع مباراتي الذهاب والإياب.. وعلى الرغم من أن تأهل الفريق الكاتالوني على حساب نظيره اللندني لن يكون مفاجأة للكثيرين بالنظر إلى واقع أسماء النجوم التي تضمها كتيبة المدرب جوسيب غوارديولا، إلا أن الاستهتار بما يمكن للاعبي أرسنال فعله سيكون خطأ كبيراً من قبل لاعبي البارسا..
مواجهة ملعب الإمارات ستكون شبه حاسمة بالنسبة لأصحاب الأرض، فالخروج بنتيجة إيجابية سيسهل من عملية العبور إلى الدور نصف النهائي، وخاصة أن أرسنال الذي يبرع في شن الهجمات المرتدة السريعة، وهو ما قد ينتهجه إياباً في الكامب نو..
بعيداً عن لغة التكتيك، ستحمل المواجهة بين برشلونة وأرسنال في طياتها مشاعر خاصة لعدد من اللاعبين، وفي مقدمتهم الفرنسي تييري هنري »أفضل هداف في تاريخ فريق المدفعجية« والذي كان أحد أعضاء الفريق الذي هزم أمام البارسا في نهائي العام 2006.
كما سيواجه الإسباني سيسك فابريغاس الفريق الذي تدرج في أكاديميته »حيث لعب إلى جانب ميسي« قبل أن يتحول إلى أرسنال، ويرى العديد من المراقبين أن من يكسب معركة السرعة ومنطقة وسط الميدان سيكون الأوفر حظاً بتحقيق الفوز.. وفي هذا الإطار ستتجه الأنظار نحو النجم الساحر ليونيل ميسي الذي غاب عن نهائي 2006 للإصابة، وخاصة أنه كان من أنقذ البارسا في المباريات الأخيرة بتسجيله وصناعته للعديد من الأهداف، وكان ميسي قد أصبح ثاني أفضل هدافي الفريق الكاتالوني في البطولات الأوروبية بـ»21« هدفاً بفضل هدفيه في مرمى شتوتغارات.. وسيكون ميسي بحاجة إلى »4« أهداف فقط ليتربع على عرش أفضل هدافي البارسا الذي لازال البرازيلي ريفالدو يجلس عليه.
بلغة الأرقام، نجح أرسنال في الفوز بآخر »5« مباريات أوروبية خاضها في ميدانه، سجل خلالها »16« هدفاً، علماً أنه يملك سجلاً رائعاً في المواجهات الإقصائية ضد أندية الليغا، حيث فاز »5« مرات وخسر مرة واحدة.. فهل يفعلها مجدداً أم أن برشلونة سيحسم الأمور مبكراً باتجاه بلوغ نصف النهائي للمرة الحادية عشرة في تاريخه.
الفانوس السحري
يأمل أنصار الانتر الإيطالي أن يجد مدرب الفريق جوزيه مورينيو »الفانوس السحري« الذي مكنه من تخطي عقبة البلوز اللندني في الدور السابق وذلك من أجل تجنب أي نتيجة محرجة أمام ضيفه سيسكا موسكو الروسي تزيد من أوجاع النيرازوري »المحلية«.
وحظي الانتر بنظر الكثير من المراقبين على القرعة الأسهل في دور الثمانية، وهو ما قد يساعده على مواصلة المشوار في البطولة وبلوغ دورها نصف النهائي للمرة الأولى منذ العام »2003«، لكن تراجع مستوى الفريق وعدم قدرته على الموازنة ما بين »الواجبين المحلي والأوروبي« وبروز بعض المشاكل الداخلية وفي مقدمتها أزمة الشاب بالوتيللي، أمور باتت تقلق أنصار الفريق.. ويتزامن ذلك مع ابتعاد لوسيو وموتا عن مباراة الغد »بداعي الإيقاف«..
بالمقابل فإن فريق سيسكا موسكو الذي يضم بعض اللاعبين المميزين أمثال التشيلي مارك غونزاليس والياباني هوندا والتشيكي نيسيد، لا يملك شيئاً ليخسره أمام الانتر، فالوصول إلى ربع النهائي كان أكبر من أي طموح سابق، لكن المضي قدماً سيكوين إنجازاً غير مسبوق وحول ذلك قال اللاعب الدولي فاسيلي بيرزوتسكي: »ربما كان الانتر سعداء لمواجهتنا عندما سحبت القرعة، وهم يفكرون بمباراة الدور نصف النهائي منذ الآن.. لنأمل أن يواصلوا استخفافهم بنا، لقد وقع إشبيلية في الفخ ذاته«..
تاريخياً التقى الفريقان في دور المجموعات عام ،2007 ففاز النيرازوري ذهاباً في موسكو »2/1« وإياباً في ميلانو »2/0« علماً أن زيارة الغد ستكون الخامسة لفريق الجيش الروسي إلى إيطاليا، حيث سبق له أن نجح في الفوز على روما »1/0« عام 1991 في الأولمبيكو، لكن ذلك لم يكن كافياً للعبور إلى ثاني أدوار مسابقة كأس الكؤوس الأوروبية..
المباراة أقرب للانتر، وأي نتيجة أخرى ستدخل في خانة المفاجآت..
اللائحة التأديبية
* الموقوفون: ديارا »بوردو«، شفاينزتايغر »بايرن ميونيخ«، موتا، لوسيو »الانتر«.
* المهددون بالإيقاف: غوفو، ليساندرو لوبيز، كريس، بيانيتش »ليون«، بلانوس، سياني »بوردو«، فان بومل، برانيتش »بايرن ميونيخ«، فيديتش »مانشستر يونايتد«، كليشي، فابريغاس، فان بيرسي »أرسنال«، بويول، بيكيه »برشلونة«، صامويل، مايكون، زانيتي »الانتر«، أدياه، كراسيتش، ألدونين، بيريزوتسكي، غونزاليس »سيسكا موسكو«.